كل من راهن على إمكان لجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أخذ المنطقة إلى حافة الانفجار الكبير، كان مخطئا. وكل القراءات لتحركاته، ثبت العكس بالوقائع الميدانية.
ورسم مصدر دبلوماسي شرقي في بيروت صورة سوداوية للواقع الراهن ولما هو منتظر في قابل الأيام، وقال لـ«الأنباء»: «نتنياهو ماض في تنفيذ ما سبق وأعلنه في اليوم التالي لعملية السابع من أكتوبر التي نفذتها حركة حماس، يوم أكد ان الحرب ستطول، وأن اسرائيل في حالة حرب، وسنضرب في أي مكان وسننتصر. وهو وضع مع الفريق العسكري والأمني لائحة طويلة من الأهداف، أبرزها أسماء من ستتم تصفيتهم وملاحقتهم في أي بقعة في العالم. وكما يبدو من سياق تطور الأحداث، فإنه مستمر وبتصاعد في تنفيذ عمليات أمنية دقيقة تطال قيادات بارزة في محور المقاومة».
وأضاف المصدر: «حصل نتنياهو على دعم كبير من الغرب. وفي كل اجتماعاته واتصالاته كان يسمع جملة واحدة مشتركة بين كل من يلتقيهم: نحن معك، ناهيك عن الدعم غير المحدود في السلاح والمال. وبالتالي لا يمكن الرهان على المواقف العلنية والوساطات التي يقودها موفدون غربيون، لأن نتيجتها العملية الوحيدة إعطاء مساحة إضافية لنتنياهو لتحقيق كامل الاهداف التي وضعها بعد عملية طوفان الاقصى، والتي لا تقتصر على الساحة الفلسطينية في غزة والضفة والقدس، انما تطال الساحات الأخرى وفي مقدمتها لبنان».
وأكد المصدر «ان كل التطمينات التي تلقاها لبنان أخيرا، لاسيما لجهة القول بتحييد بيروت والضاحية الجنوبية عن أي عملية عسكرية أو أمنية إسرائيلية، كانت تطمينات غير مبنية على معطيات حاسمة، بدليل ان كل ما حمله الموفدون هو مطالب أحادية على لبنان تنفيذها. بينما لم تتضمن الأفكار والاقتراحات المقدمة، أي بند يلزم اسرائيل وقف عدوانها على لبنان، وتنفيذ الشق المتعلق بها من القرار الدولي 1701».
وكشف المصدر عن معطيات تفيد «بأن إسرائيل ماضية في سياسة الاغتيالات، وفق لائحة اسمية بحوزتها. وعملية اغتيال فؤاد شكر في معقل حزب الله بالضاحية الجنوبية وتحديدا في المربع الضيق في حارة حريك، لن تكون الأخيرة، انما حلقة في سلسلة من اغتيالات لن يتوقف نتنياهو عن المضي بها، أيا كانت النتائج والتداعيات، وهذا الأمر قد يطول إلى ما بعد الانتخابات الأميركية».
وحذر المصدر «من لجوء نتنياهو إلى تنفيذ عمليات أمنية في لبنان هدفها الرئيسي إحداث فتنة داخلية، تربك الواقع الوطني، بحيث يذهب إلى استهدافات متنوعة لا تطال حزب الله لوحده. وهذا الأمر يجب التنبه له من قبل كل القوى اللبنانية المتحالفة او المتعارضة سياسيا، لأن لبنان يمر بأخطر مرحلة تتجاوز ما شهده عقب العام 2005».