في ظلّ التشجنات السياسية، عادت السجالات السياسية في وقت أمسّ ما يكون البلد بحاجة اليه هو الهدوء والوحدة فيما بين مختلف الفرقاء. وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال عرضة لهجوم سياسي، الى حد اتهام الحكومة بالخيانة العظمى.
وعلى الأثر، أجرى الرئيس وليد جنبلاط اتصالاً بميقاتي، معرباً عن التضامن معه في مواجهة تهجّمات سياسية في غير محلها ولا زمانها، فيما نحن بأمسّ الحاجة على المستوى الوطني إلى التضامن والتعاون لمواجهة التحديات الكبيرة والتحسب للأسوأ إذا حصل ضمن الإمكانيات المتاحة وبالحدّ المعقول، آملاً بموازاة ذلك أن تُترجم المفاوضات الجارية في الدوحة إلى وقف فعلي ودائم لإطلاق النار.
في الأثناء، وصلت رسالة دعم مصرية مهمة الى بيروت. وأكّد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال زيارته لبنان، ولقائه كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، دعم وتضامن بلاده مع لبنان في هذه المحنة وهذا الظرف العصيب، لافتاً إلى أنَّ بلاده لن تألوا جهداً في سبيل التوصل لوقف فوري لاطلاق النار في غزة باعتباره الأساس لوقف التصعيد والتوتر. من جانبه اعتبر الرئيس بري أن نجاح الجهود التي تُبذل في العاصمة القطرية لوقف إطلاق النار هو المدخل الأساس لعودة الاستقرار والحلول في المنطقة، وقدّر بري عالياً الجهد الذي تبذله مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي لوقف الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة منوهاً بالدور التاريخي الذي تلعبه مصر وتعاملها الدائم مع لبنان.
مصادر سياسية قرأت بالزيارات الخارجية الى لبنان دعماً وتأكيداً أن الاهتمام الدولي بلبنان موجود، وانه ليس متروكاً، مشددة عبر “الأنباء” الالكترونية على أهمية رسالة الدعم المصرية، لا سيما وأن القاهرة حاضرة في مفاوضات الدوحة ودورها مهم في مسار إرساء تفاهم وقف اطلاق النار، اليوم او في المستقبل، والذي سيكون له الانعكاس الأساسي على لبنان ووضع الجبهة الجنوبية.
وتوقفت المصادر عند نقطة مهمة جداً في المحطات الديبلوماسية الثلاثة هذا الأسبوع، والتي حضر فيها التمديد لقوات الطوارئ الدولية في لبنان، وسط تأكيد على انجاز هذا الأمر ما يعكس تمسكاً وتجديداً للقرار 1701 وانه لا يزال الإطار القانوني الذي يرعى الوضع جنوباً.
وبانتظار ما ستفضي إليه مفاوضات الهدنة في الدوحة بعد استكمالها الأسبوع المُقبل من خلال لقاءات بين مسؤولين رفيعي المستوى، يستمر العدو بممارساته الوحشية تجاه الشعب الفلسطيني وفي جنوب لبنان، ممّا يدلّ بلا شكّ على أنَّ لا نية إسرائيلية بوقف الحرب على غزة والذهاب نحو اتفاق إطلاق نار وتهدئة تنعكس إيجاياً على الجنوب في المدى القريب.