ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أن “زعيم حركة حماس الفلسطينية يتلكأ في التعامل مع أزمة الرهائن منتظراً انتقام حزب الله، الذي سيجر المنطقة إلى حرب إقليمية من شأنها أن تحول تركيز قوات الجيش الإسرائيلي عن القطاع|.
وقالت “يديعوت أحرونوت” تحت عنوان “السنوار ينتظر حزب الله ونتنياهو ينتظر السنوار”، إنه “من المحتمل ألا يتم تنفيذ صفقة إطلاق سراح الرهائن قريباً، ولكن الفرص لا تزال قائمة، وحتى يحصل الوسطاء على أجوبة من يحيى السنوار حول بعض الأسئلة الأولية التي صاغتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وإسرائيل، سيكون من المستحيل معرفة ما إذا كان الباب قد أغلق نهائياً، أو ما إذا كانت هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق، وبعد ذلك سيكون هناك اجتماع آخر للوسطاء مع الوفد الإسرائيلي وممثلي الولايات المتحدة لإجراء المزيد من المناقشات.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه “فيما يتعلق بالجبهة الشمالية، فتشير المعلومات والتقديرات إلى أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، مصمم على الانتقام لاغتيال فؤاد شكر القيادي بالحزب، وقد قرر الجيش الإسرائيلي كما هو واضح على الأرض تنفيذ نشاط استباقي مفاجئ لتحييد عدد كبير من الصواريخ والقذائف الدقيقة المخزنة هناك والتي تشكل القدرة الاستراتيجية الرئيسية للحزب، مستطردة: “الهدف من ذلك تخفيض قدرة حزب الله على ضرب العمق الإسرائيلي حال نشوب صراع واسع النطاق”.
وأوضحت الصحيفة أنه “في بعض الهجمات كانت النتائج ممتازة، وأظهرت التوثيقات أن هناك إصابات مباشرة تسببت في انفجار مستودعات الصواريخ، وربما تسببت أيضاً في وقوع إصابات بين السكان المدنيين اللبنانيين الذين يعيشون في مكان قريب، ولكن في أماكن أخرى يبدو أن ضربات سلاح الجو كانت أقل دقة، ربما لأن حزب الله تمكن من إزالة الذخيرة التي كانت مُخزنة فيها، أو لأن المعلومات الاستخباراتية لم تكن دقيقة. وعلقت الصحيفة: “على أية حال.. يبدو أن حزب الله فهم بالضبط ما فعله الجيش الإسرائيلي”.
وتقول الصحيفة إن “صفقة الرهائن ترتبط بالحملة في الجبهة الشمالية مع حزب الله”، مشيرة إلى أن “الاتفاق مع حماس بشأن إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين في غزة ووقف الأعمال العدائية قد يمنع التصعيد واندلاع حرب إقليمية”.
ولذلك، رأت الصحيفة أن “جميع أوراق هذه اللعبة المروعة في أيدي يحيى السنوار”، موضحة أن “مصادر قريبة من المفاوضات، وليس من رجال بنيامين نتنياهو، تقول إن إسرائيل ورئيس الوزراء يفكران في المرونة إذا كان زعيم حماس على استعداد لقبول عرض الوساطة الأميركية الأخير”، واستطردت الصحيفة: “لكي نفهم ما هو على المحك، علينا أولاً أن نفهم ما يريده السنوار، وبحسب المعلومات المتوفرة، واستنتاجات أسلوب إدارته للمفاوضات، يبدو أن خطته الإستراتيجية تتضمن خمسة أمور يصر عليها”.
الأمر الأول الذي ذكرته الصحيفة كان وقف الحرب والضغط العسكري، وثانياً، بقاء حماس في غزة وألا يُنفى شعبها منها، لكنه لا يريد الاستمرار في الحكم، وهو مستعد أن يتولى الغزاويون السلطة الفلسطينية، أو حتى السلطة نفسها، أو كيان فلسطيني آخر.
وثالثاً، عودة اللاجئين والنازحين الموجودين حالياً في مناطق الإيواء إلى منازلهم والبدء دون تأخير في إعادة إعمار غزة من قبل المجتمع الدولي، ورابعاً، يطالب السنوار باستعادة قوته العسكرية بعد الضربات التي تلقاها، وخامساً يريد زعيم حماس ضمانات أميركية وليس وعوداً، بأن الاتفاق سينفذ وأن إسرائيل لن تتمكن من شن حرب بعد انتهاء المرحلة الأولى أو الثانية من صفقة الرهائن.
وقالت إن “الهدف الرئيسي للسنوار هو إنهاء الحرب، وهذا ما يأمل بالحصول عليه إذا تطورت حرب إقليمية في أعقاب رد نصرالله على مقتل شكر، وهو الأمر الذي سيجبر الجيش الإسرائيلي على سحب معظم قواته وجهود سلاح الجو من القطاع، والتركيز على المواجهة مع حزب الله، وربما أيضاً مع إيران المترددة حالياً، ومع وكلائها الآخرين، وبحسب التقارير المنشورة، فإن أعضاء حماس في لبنان يضغطون على حزب الله لتوجيه الضربة الانتقامية لإشعال حرب إقليمية”.