تتجه الأنظار غداً إلى الرياض، حيث من المتوقع أن يلتقي الموفد الرئاسي الفرنسي الوزير جان إيف لودريان والمستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء للشؤون الخارجية المكلّف ملف لبنان الوزير المفوض نزار العلولا في حضور السفير السعودي في لبنان الدكتور وليد البخاري الذي غادر بيروت عصر السبت الماضي بعد زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري سبقتها جولة له على أكثر من مستوى سياسي وديبلوماسي.
في هذه الأجواء لم تتوافر أي معلومات عن حراك لودريان كما لم يصدر أي شيء عن باريس حوله، كذلك لم تصدر أي معلومات من الرياض عن هذا اللقاء لا مباشرة ولا تلميحاً. وهو ما قرأته مراجع ديبلوماسية في بيروت عبر «الجمهورية» بأنّ هذه الديبلوماسية تعمل في الكواليس وهي حريصة على إحاطة نفسها بالسرية التامة. ومن المهم أن ننتبه أنّه إذا لم يُجرَ أي حديث عن اللقاء أمر عادي، وأنّ الإيجابية تكمن في عدم نفي هذه المعلومات. فلا السفارة السعودية تعاطت مع الخبر من باب النفي، ولا وزارة الخارجية السعودية فعلت ذلك. وقد سبق لهذه المراجع السعودية أن نفت معلومات مماثلة في وقت سابق لأنّها لم تكن صحيحة أو أنّها في المقابل أرادت أن تبقى من الخطوات السرية في انتظار نتائجها.
بري والحراك الرئاسي
وفيما لم تشأ مصادر نيابية قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري التعليق على ما هو متوقع من لقاءات الرياض ذكرت قناة NBN في مقدّمة نشرتها الإخبارية المسائية أنّ الحراك على مستوى الخماسي كان على جدول أعمال اللقاء الذي جمع بري بالسفير السعودي السبت الماضي قبيل سفر الأخير إلى الرياض، وهو ما أعطى انطباعاً بإمكان الربط بين مبادرة بري القديمة – الجديدة التي أعلنها في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر وبين حراك باريس والمجموعة الخماسية الجديد.
ولعل ما لفت هذه المراجع قول المحطة في مقدّمة نشرتها الإخبارية حرفياً: أنّ «مبادرة رئيس المجلس الرئاسية تواكبها استعدادات لاستئناف اللجنة الخماسية حراكها سواء في بيروت أو في الرياض».
هوكشتين لن يعود
وفيما تستعدّ «اللجنة الخماسية» لاستئناف نشاطها في لبنان، بالتزامن مع لقاء سيُعقد في الرياض في الأيام القليلة المقبلة، بينَ المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان والمستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، تحدّثت تسريبات أخيراً عن عودة قريبة للموفد الرئاسي الأميركي اموس هوكشتين إلى بيروت لترتيب بعض الإجراءات المتعلقة بالـ 1701 والوضع على الحدود.
مصادر المعنيين بالملف، ممن هم على تواصل مع هوكشتين، أكّدوا للأخبار أن وتيرة اتصالاته مع دائرة الوسطاء الذين كانوا ينقلون رسائله تراجعت بعد زيارته الأخيرة لبيروت عقب اغتيال فؤاد شكر. واستغربت ما يتردّد عن القرار 1701 وما يرتبط به، تحديداً في ما يتعلق بعمل اليونيفل ومهام الجيش في الجنوب، «وكأنّ الحرب وصلت إلى نهايتها»، وتساءلت عن «الجهة التي تحاول أن تروّج لفكرة اليوم التالي».
وكشفت المصادر أن «هوكشتين أكّد في زيارته ما قبل الأخيرة إلى بيروت، في حزيران الماضي، لمن التقاهم، وخصوصاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، أنه لن يعود قبل إبرام اتفاق بشأن غزة، بعد تمسك حزب الله بعدم فصل الجبهات أو الخوض في ترتيبات أمنية قبل وقف العدوان على غزة». وهو كرّر موقفه هذا «في زيارته الأخيرة التي أتت على عجل بعد عملية الاغتيال لمحاولة إقناع حزب الله بعدم الرد. واليوم، لم تطرأ مستجدّات تستدعي عودته. لا بل إن التطورات الأخيرة وتأكيد رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو مضيه في الحرب يعني أن حلولاً في الأفق ربما تستدعي استئناف هوكشتين اتصالاته».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن هوكشتين «لا يملك أدوات ضغط كافية على حزب الله للانسحاب شمالاً من الليطاني بموجب القرار 1701».