السؤال حول كيفية التعامل مع الجبهة اللبنانية يسيطر على مناقشات المسؤولين والمعلّقين والخبراء في إسرائيل. وكان لافتاً ما نقلته القناة 12 أمس عن اللواء احتياط عاموس يدلين من تعليقات بعد زيارة لواشنطن وعقده اجتماعات مع «كبار المسؤولين والصحافيين، وصانعي الرأي العام وخبراء معاهد البحوث». وقال يدلين إن الولايات المتحدة «لا تفهم ما هي أهداف إسرائيل الاستراتيجية في الحرب، وفي واشنطن يعتقدون أنها تخوض حرباً بلا نهاية، تؤدي إلى تآكل وضعها الاقتصادي والسياسي، ولا تحقق أهدافها»، مؤكداً «أنّ هناك التزاماً أميركياً بالدفاع عن إسرائيل، ولكن هذا ليس شيكاً مفتوحاً».وفي ملف المفاوضات في غزة، أشار إلى أن الرأي السائد في واشنطن يحمّل حماس جانباً من المسؤولية، لكنّ هناك إلقاءً للوم على حكومة بنيامين نتنياهو، وبحثاً في الانسحاب من الوساطة.
واللافت في كلام يادلين إشارته الى «وجود مخاوف أميركية من انعكاس فشل المفاوضات على التطورات في المنطقة»، إذ إن «الإدارة الأميركية لا تريد الدخول في مشاكل مع إيران في الوقت الحالي. ويعتقد الأميركيون أن استمرار المناوشات يعزّز خطر الانزلاق إلى حرب إقليمية، وهم ليسوا مع إسرائيل في هذه الاستراتيجية».
وعن الجبهة مع لبنان، نقل يدلين عن المسؤولين الذين التقاهم أنه «يوجد في واشنطن تفاؤل بنجاح الوسيط عاموس هوكشتين في التوصل إلى تسوية تبعد حزب الله، ولكن فقط بعد وقف إطلاق النار في غزة».
إلى ذلك، أشار استطلاع لـ«دايركت فولز» الى أن 71% من الإسرائيليين يعتقدون أن على إسرائيل أن تبدأ فوراً حرباً على الجبهة الشمالية مع لبنان، مقابل 18% يرفضون الحرب. ونُشر الاستطلاع بالتزامن مع تقرير نشرته «هآرتس» أعادت فيه ما أوردته «الأخبار» أخيراً عن مساعدات حزب الله لسكان القرى الأمامية، مشيرة إلى أن حزب الله يدرك «الإحباط واليأس وسط نحو 100 ألف إسرائيلي غير قادرين على العودة إلى منازلهم؛ ويد الحكومة الإسرائيلية المكبّلة لا تبذل ما يكفي لمساعدة العائلات التي هُجِّرت من منازلها».
وكتب عاموس هرئيل أن «سبب تشديد الهجمات الإسرائيلية ضد سوريا ولبنان يتعلق بالضغوط التي يمارسها سكان الشمال الذين نزحوا عن بيوتهم منذ بداية الحرب. إذ لا تملك الحكومة إجابات لهؤلاء السكان، ولا موعداً محدّداً لعودتهم، كما أن العمليات العسكرية لا تؤدي إلى نتائج بشأن هذه العودة»، مشيراً إلى أن إسرائيل «استنفدت فعلياً معظم درجات التصعيد، من اغتيالات واستهداف مخازن قذائف صاروخية كبيرة في جنوب لبنان وهجمات في سوريا والبقاع اللبناني وبيروت».
كذلك لوحظ اهتمام في الكيان بتصريحات وزير الخارجية عبد الله بوحبيب قبل أيام عن الحاجة الى قرار جديد لإدارة الوضع في الجنوب. ورغم إصدار بوحبيب توضيحات لاحقاً، إلا أن مسؤولين في إسرائيل يعتقدون أن «سبب التصريح تلقّي بوحبيب توضيحات من الولايات المتحدة، وبصورة غير مباشرة من إسرائيل، مفادها أن القرار 1701 فقد معناه في مواجهة التهديد الباليستي البعيد المدى لحزب الله. فهذا القرار يطلب من الحزب الانسحاب إلى ما وراء الليطاني وإبعاد تهديد الصواريخ القصيرة المدى والقذائف المدفعية، لكنه لا يمنع خطر الصواريخ البعيدة المدى، أو المسيّرات. ومعنى ذلك، أنه حتى لو جرى التوصل، فجأة، إلى وقف إطلاق نار في غزة يتبنّاه حزب الله، فإن ذلك لن يكون كافياً لخلق الشعور بالأمان، ويسمح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم».
هروب شركات الهايتك من الشمال
من جهة أخرى، نشر موقع «كالكالست» الإسرائيلي المتخصص دراسة أفادت بأن 49% من شركات الهايتك الإسرائيلية والشركات الناشئة ألغت استثماراتها منذ بداية الحرب على غزة، وعبّر أكثر من 80% من الشركات و74% من المستثمرين عن شكوكهم بقدرة الحكومة على مساعدة هذا القطاع على التعافي. وأشارت إلى «أن الوضع الخطير يتركز بشكل خاص في الشمال. وقد عبّرت 69% من شركات الهايتك في هذه المنطقة عن تخوّف كبير حيال قدرتها على الحصول على استثمارات العام المقبل، فيما 40% من الشركات تدرس إمكانية نقل أنشطتها، بشكل كامل أو جزئي، إلى مناطق أخرى».
الجريدة العربية والدولية غالبية إسرائيلية تريد الحرب