الحزب انتقل من حرب إسناد إلى “حرب وجود” ضد إسرائيل؟

أفاد مصدر عسكري لصحيفة “الديار” بأن “حزب الله” انتقل من حرب “إسناد لقطاع غزة” إلى “حرب وجود ضد إسرائيل”.

وقال المصدر لـ”الديار” إن “حزب الله انتقل من حرب الإسناد لغزة التي أطلقها في الثامن من أكتوبر (عقب إطلاق حركة “حماس” لعملية “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل بيوم)، إلى حرب وجود الأن ضد العدو الاسرائيلي”.

وأشار المصدر إلى أن هذا الانتقال يأتي لأن “المقاومة تدرك جيدا أن إسرائيل انتقلت إلى مرحلة جديدة في حربها في الشمال، ولأن هدف الكيان العبري الدائم من أي حرب يشنها ضد حزب الله، هو استئصال الحزب وتصفيته”، مضيفا: “إنما هذا الهدف غير قابل للنقاش، فهو غير واقعي ولن يحصل، لأن أي توغل بري إسرائيلي في الأراضي اللبنانية، وتحديدا في الجنوب، سيكون له تداعيات كارثية على جيش الاحتلال، لما لحزب الله من خبرة في القتال الميداني، الى جانب قوته في ردع هذا الجيش وارجاعه من حيث أتى”.

وأضاف المصدر: “القيادة السياسية الإسرائيلية قد تظن أنها قادرة على إقامة منطقة عازلة على الحدود، عبر عملية عسكرية تبعد فيها حزب الله إلى مسافة بحيث لا يعود يشكل تهديدا لها ولمستوطناتها في الشمال، إلا أن هذه التصورات يتداخل فيها الخيال والأوهام والحسابات الخاطئة والفاشلة”.

وحسبما ذكر المصدر للصحيفة، فإن “محور المقاومة لم يهبّ لنصرة غزة بقرار عشوائي متسرع، بل تمتلك قياداته تصورات معينة للتعامل مع كل الاحتمالات، وتأكيدا على ذلك، ما كانت قيادة حزب الله لتضحي بالهدوء الذي خيم على الجنوب منذ العام 2006 لولا أنها أدركت أن الاحزاب الصهيونية العنصرية وصلت الى الحكم على أساس برنامج عمل الغائي تهجيري يستهدف اللبنانيين بقدر ما يستهدف الفلسطينيين”.

جدير بالذكر أنه في الشهر الماضي، نشر “حزب الله” تسجيل فيديو يهدف إلى تهديد إسرائيل، بينما تُسمع في الخلفية رسائل تهديد بصوت أمين عام حزب الله حسن نصر الله.

بعض المراقبين يعتقدون ان المتطرفين في حكومة بنيامين نتنياهو يحرضون على توسيع القتال في شمال فلسطين المحتلة –جنوب لبنان، اي البدء بالمرحلة الثالثة التي ستكون في حال تجرأ «الاسرائيليون» على خوضها، الاكثر عنفا والاصعب مراسا. والحال ان «تل ابيب» ابلغت واشنطن انه يجب تنفيذ القرار 1701 وفقا لشروطها، والا ستذهب باتجاه توسيع الحرب ضد حزب الله في جنوب لبنان.

في الوقت ذاته، لفت المصدر المطلع الى ان هناك اصواتا وازنة في المؤسسة الامنية والعسكرية «الاسرائيلية»، تحذر من المغامرة بوجه معسكر المقاومة في لبنان. فاذا كانت العملية العسكرية «الاسرائيلية» على قطاع غزة، المحاصر والمعزول، لم تحقق ابرز اهدافها حتى بعد سنة تقريبا، فكيف سيكون الوضع مع حزب الله وحلفائه الذين كان لديهم حوالى عشرين سنة لتطوير قدراتهم القتالية على كل الاصعدة، بعد الاستفادة من تجارب انتصار حرب تموز عام 2006؟ ويضاف الى ذلك، ان لبنان مفتوح على مداه القومي برا وبحرا وجوا، ولا تستطيع أي قوة اغلاق خطوط الامدادات بالكامل.

وعليه، من الصعب في هذه الفترة بالذات التكهن بما ستؤول اليه اوضاع الاشتباكات في جنوب لبنان-شمال فلسطين المحتلة، اذ ليس في الافق السياسي والعسكري ما يؤشر الى وجود مبادرة تكسر الدائرة المغلقة التي وصلت اليها مفاوضات وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى. ومهما ارتكبت «اسرائيل» من المجازر في سياق الابادة ضد الفلسطينيين، فانها ستبقى عالقة في رمال غزة المتحركة. وسيزداد الطين بلة بالنسبة الى المستوطنين المحتلين اذا تطورت المواجهات في الضفة الغربية المحتلة، الامر الذي سيفضي الى انتفاضة شعبية عارمة. ولا يمكن ان نتجاهل دور الشعب الفلسطيني في الداخل (فلسطينيو 1948).

اترك تعليق