تجمع مصادر متعدّدة أميركية وقريبة من محور المقاومة على أنّ الفترة المقبلة، خصوصاً الشهرين من منتصف أيلول حتى منتصف تشرين الثاني المقبل، ستشهد تصعيداً كبيراً من الجانب الإسرائيلي على كلّ الجبهات: فلسطين ولبنان وسوريا وإيران، وأنّه في ظلّ تراجع احتمال الذهاب إلى حرب كبرى، دون استبعاد ذلك كليّاً، فإنّ خيار التصعيد الإسرائيلي هو المرجّح، حيث سيتمّ التركيز على عمليات تدمير كبيرة، خصوصاً على جبهة جنوب لبنان، ومتابعة العمليات الصعبة في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلّة وسوريا، دون استبعاد جبهة إيران. كما سنشهد المزيد من الاغتيالات على كلّ المستويات.
تتحدّث مصادر أميركية عن أنّ كلّ الجهود للوصول إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق الأسرى وصلت إلى حائط مسدود، وأنّ الإدارة الأميركية تواصل الحديث عن ضرورة وقف إطلاق النار ووقف الحرب في غزة وإطلاق الأسرى من أجل استيعاب الحملات السياسية والشعبية لدى الجمهور الأميركي، خصوصاً الجمهور الديمقراطي المتضامن مع فلسطين.
تجمع مصادر متعدّدة أميركية وقريبة من محور المقاومة على أنّ الفترة المقبلة، ستشهد تصعيداً كبيراً من الجانب الإسرائيلي على كلّ الجبهات
لكن عملياً لم تقُم الإدارة الأميركية بأيّ جهود حقيقية أو ضغوط على الجانب الإسرائيلي للوصول إلى هذا الاتفاق. وتتركّز كلّ الضغوط على حركة حماس وقوى المقاومة والحزب وإيران. وأميركا قدّمت إلى إسرائيل كلّ أشكال الدعم المالي والعسكري والدبلوماسي والأمنيّ طوال الأشهر الماضية وسيتواصل الدعم. كما أنّ البريطانيين ودولاً أخرى يقدّمون كلّ المساندة للإسرائيليين لتحقيق إنجاز أمنيّ أو عسكري معيّن.
تضيف المصادر أنّ “الهدف الوحيد الذي تسعى إليه أميركا هو عدم الانجرار إلى حرب واسعة، دون أن يعني ذلك التوقّف عن تقديم كلّ أشكال الدعم لإسرائيل في حال اندلعت الحرب أو تطوّرت المواجهات الدائرة اليوم إلى حرب واسعة، أو في حال قامت إيران بهجوم واسع على إسرائيل”.
ماذا تقول أجواء “المحور”؟
أمّا على صعيد أجواء محور المقاومة، فتقول المصادر المطّلعة: “نحن اليوم في مواجهة واسعة على كلّ الجبهات. وان كنّا نستبعد الحرب الشاملة ولا نسعى إليها، إلا أنّنا جاهزون لكلّ الاحتمالات في ظلّ فشل العدوّ الإسرائيلي في تحقيق أيّ هدف استراتيجي طوال الأحد عشر شهراً الماضية. والمقاومة في غزة والضفة الغربية ولبنان أثبتت قدرتها على الصمود والمواجهة. وهي حاضرة للمزيد من المواجهات”. وتتابع: “نتوقّع أن يذهب العدوّ لتنفيذ سياسة الأرض المحروقة في غزة وجنوب لبنان والضفة الغربية المحتلّة للضغط على قوى المقاومة. ولا نستبعد حصول المزيد من الاغتيالات ضدّ قيادات وكوادر المقاومة في لبنان وفلسطين وفي ساحات أخرى”.
تضيف المصادر أنّ الهدف الوحيد الذي تسعى إليه أميركا هو عدم الانجرار إلى حرب واسعة، دون أن يعني ذلك التوقّف عن تقديم كلّ أشكال الدعم لإسرائيل في حال اندلعت الحرب
في هذه الأثناء تستعدّ قوى المقاومة لإحياء ذكرى مرور عام على معركة طوفان الأقصى من خلال تحرّكات شعبية في لبنان والعالم العربي وعلى الصعيد الدولي. ويجري التواصل حالياً مع العديد من الجهات السياسية والنقابية والأكاديمية والحقوقية والشعبية لتعزيز التحرّكات الشعبية والضغوط على المؤسّسات الدولية لفرض عقوبات على الكيان الصهيوني. وسيكون لبنان على موعد مع العديد من الأنشطة الشعبية والإعلامية والقانونية والأكاديمية. إضافة الى انعقاد المؤتمر القومي – الإسلامي في بيروت يومَي السابع والثامن من تشرين الأول المقبل.
أبدت مصادر المقاومة ارتياحها الكبير للعملية التي نفّذها المناضل الأردني ماهر الجازي ضدّ الجنود الصهاينة على “معبر الكرامة”. واعتبرتها تطوّراً مهمّاً في المواجهة مع العدوّ الصهيوني. وتزامن ذلك مع نتائج الانتخابات البرلمانية الأردنية التي أدّت إلى فوز جبهة العمل الإسلامي المؤيّدة لحركة حماس بحوالي 31 مقعداً في تطوّر مهمّ على الصعيد الشعبي المؤيّد للتيارات الإسلامية المقاومة. إضافة إلى تطوّر الموقف التركي ودعوة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى ضرورة تحالف الدول الإسلامية لمواجهة المشروع الإسرائيلي.
في الخلاصة نحن أمام شهرين صعبين والمواجهة ستتصاعد في كلّ الجبهات ما لم تحصل معجزة ما لوقف إطلاق النار في غزة، وهذا أمر صعب المنال حالياً.