نصح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط المسيحيين بتلقف الفرصة وانتخاب رئيس للجمهورية. وهنا عادت الأمور إلى نزاع بين فريقين من المسيحيين، أولهما رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي يضع «فيتو» على أحد مرشحين رئيسيين هو قائد الجيش العماد جوزف عون. وللغاية قبل باسيل بالمرشح «الأكثر جدية» بحسب وصف الرئيس بري المرشح المعني لـ «الأنباء»، في يوم الخميس الأخير الذي ألقى فيه السيد حسن نصرالله خطابه الأخير، قبل اغتياله بعد أسبوع ويوم واحد من قبل الجيش الإسرائيلي. والمرشح الجدي المعني شخصية معروفة بنظافة الكف، وصاحب سجل نقي وأكثر من مميز.
في حين يحظى قائد الجيش بتأييد المعارضة المسيحية كاملة، وعدم اعتراض من الفريق الآخر، إلا أن العماد عون يتعرض لحملة شرسة وصولا إلى اتهامه بكونه مرشح الأميركيين، انطلاقا من علاقة غالبية قادة الجيش، عدا الرئيس العماد إميل لحود، بالأميركيين. في حين ينشغل القائد بأمور عسكرية صرف، ليس أقلها تأمين النازحين من أهالي العسكريين البالغ عددهم حتى كتابة هذه السطور 43 ألف شخص من زهاء 14200 عائلة، إلى «الهم الأساسي» في حفظ الأمن والتزام لبنان بتعهداته الدولية، وآخرها تأمين مطار بيروت الدولي، وصولا إلى الانتشار على الحدود وتطبيق القرار 1701.
وينفي مقربون من «القائد» وجود فريق يعمل في السياسة لديه، وخصوصا في هذه الظروف، «حيث الأولوية لحفظ الأمن ومنع حصول انقسامات داخلية غير محمودة العواقب وتسعى إليها إسرائيل بقوة».
وتبقى حظوظ العماد جوزف عون الرئاسية قائمة، انطلاقا من مسيرة لطالما وضعت القائد على حافة الخطر الشديد.