في أعقاب اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وقائد فيلق القدس في لبنان عباس نيلفوروشان، في 27 أيلول الماضي، تصاعدت الأصوات داخل الإدارة الإيرانية وأنصارها تطالب بإرسال قوات تطوعية إلى لبنان لدعم الحليف الاستراتيجي، وقد زادت هذه المطالب بعد الضغوطات غير المسبوقة التي تعرض لها حزب الله من قبل إسرائيل، مما أدى إلى خلق سيناريو إشكالي لطهران.
وتعتبر الساحة اللبنانية، وحزب الله على وجه الخصوص، نموذجًا ناجحًا لتصدير الأفكار الإيرانية، حيث يمثل الحزب “الجوهرة في تاج” شبكة الوكلاء التي طورتها إيران منذ الثمانينيات.
وفي هذا السياق، اقترح محمد حسن أختري، رئيس لجنة دعم الثورة الإسلامية للشعب الفلسطيني، في 28 أيلول، إرسال متطوعين للقتال ضد إسرائيل في لبنان والجولان السوري.
وقام أختري، المعروف بدعمه لحزب الله، بتسليط الضوء على “ضرورة مشاركة إيران بشكل مباشر في القتال”، مؤكدًا أن “على طهران إرسال متطوعين شباب لدعم الحزب”.
وتبعت ذلك خطوات من قوات الباسيج، القوة شبه العسكرية التابعة للحرس الثوري، التي بدأت بتسجيل المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي للذهاب إلى لبنان.
ومع ذلك، سارعت السلطات الإيرانية لتوضيح موقفها، حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في 30 أيلول أن “طهران لا تنوي إرسال قوات إلى لبنان”، مشيرًا إلى أن “لبنان لديه القدرة على الدفاع عن نفسه”.
كذلك، أكد نائب قائد الحرس الثوري محمد رضا نقدي، في 6 أيلول، أن “قادة جبهة المقاومة لم يبلغوا عن نقص في القوى البشرية، وبالتالي لم تُطلب مثل هذه المساعدة من إيران”.
وأكد مسؤول كبير في الحوزات الدينية الإيرانية في نفس اليوم أن “الوجود المادي للعناصر الإيرانية في لبنان لن يكون مفيدًا في الوقت الحالي”.
على الرغم من ذلك، يذكر أن إيران كانت قد أرسلت في السابق آلاف المقاتلين من فيلق القدس والجيش الإيراني إلى ساحة المعركة في سوريا والعراق، ولكن القيادة الحالية، تحت إشراف المرشد علي خامنئي، تتبنى نهجًا أكثر حذرًا فيما يتعلق بالتدخل المباشر ضد إسرائيل.
ويدرك المرشد أن مثل هذه الخطوة قد تضع إيران في دائرة الضوء، مما قد يؤدي إلى تصعيد الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية.
في خضم هذه التطورات، تبقى العلاقات الوثيقة بين إيران وحزب الله قوية، حيث ارتبطت بعلاقة شخصية عميقة، خاصة بعد التعاون الوثيق بين نصر الله وقائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، ومع استمرار الضغوط الإسرائيلية، يبقى مستقبل التوترات في المنطقة مفتوحًا على جميع الاحتمالات.