علمت «الجمهورية» من مصادر سياسية موثوقة «أن لا حراكات جديدة على مستوى الملفات الداخلية، وخصوصاً انّ مواقف الاطراف التي تظهّرت بعد مبادرة اللقاء الثلاثي في عين التينة، اثبتت بما لا يرقى اليه الشك انّ احتمالات الخرق السياسي او الرئاسي أضعف مما كانت عليه قبل الحرب، وما يُحكى عن استعدادات للشراكة في تصويب المسار السياسي الداخلي والانقال الفوري إلى انتخاب رئيس توافقي لا يشكّل تحدّياً لأيّ طرف لا تعدو اكثر من غبار تضليلي يحجب حقيقة المواقف».
وفي هذا السياق، كشف مسؤول كبير لـ«الجمهورية»، عن أنّ «المحاولات الخارجية لانتخاب رئيس للجمهورية بمعزل عن التوافق المطلوب لإيصال مرشحين معينين إلى رئاسة الجمهورية، لم تتوقف، وتشدّ في هذا الاتجاه دول كبرى تسوّق بأنّ «حزب الله» بات ضعيفاً ولم يعد قادراً على فرض شروطه، وبعض الداخل متناغم مع تلك المحاولات حتى النخاع، ومثل هذا الكلام قيل لبعض الوزراء ولمسؤولين لبنانيين بشكل واضح وصريح».
ورداً على سؤال عمّا اذا كانت هذه المحاولات قادرة على السريان وقلب الميزان الداخلي، قال: «لا مجال لانتخاب رئيس للجمهورية خارج التوافق، ثم لماذا هذا الاستعجال في حسم الامور وكأنّ الحرب انتهت وغيّرت الموازين فيما هي لم تنته بعد، والميزان في نهاية المطاف تحدّده تطورات الميدان، وآنئذ لكل حادث حديث»؟
وكان لافتاً في هذا السياق، ما كشف عنه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، من أنّه تلقّى اتصالاً من وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن الذي أثار الملف الرئاسي، وقال ميقاتي: «قبل نهاية الاتصال قال الوزير بلينكن انّ هناك امراً واحداً بعد وهو ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية، وأشار الى انّه سيتصل الآن بالرئيس برّي لحثه على المضي قدماً بخطوته لانتخاب رئيس، شرط الّا يكون رئيس تحدٍ لأحد، بل رئيس مقبول من جميع اللبنانيين، ويجمع ولا يفرّق».
ولفت ميقاتي إلى انّ اتصال وزير الخارجية الاميركية «يصبّ في اطار التنسيق الحاصل والسعي الجدّي لوقف اطلاق النار، ووجدت من خلال الاتصال التضامن الكامل مع لبنان على الصعد كافة، وأنّهم يسعون بكل جهد لإتمام وقف اطلاق النار».
وفي وقت لاحق أمس، أجرى بلينكن اتصالاً بالرئيس بري استمرّ لنحو 40 دقيقة، جرى خلاله استعراض شامل لتطوّرات الوضع الناجمة عن العدوان الإسرائيلي واستهدافه المدنيِّين. بالإضافة إلى حركة الاتصالات الدولية والسبل الرامية إلى وقف إطلاق النار.
وكان بلينكن قد قال في كلمة له على هامش قمة بلدان جنوب آسيا في لاوس: «إنّ على الدولة اللبنانية فرض نفسها وتولّي زمام المسؤولية بمواجهة «حزب الله». ومن الواضح انّ لدى الشعب اللبناني مصلحة ومصلحة قوية في ان تفرض الدولة نفسها وتتولّى زمام المسؤولية عن البلد ومستقبلها. ومن المهمّ ان يكون هناك رئيس دولة في لبنان، والقرار متروك للشعب اللبناني».