قرار دولي بتفكيك “الحزب” بموافقة طهران؟!

قال رئيس حزب “الوطنيين الأحرار” النائب كميل شمعون، في حديث إلى “الأنباء”، أنّ “فشل المستشار الخاص للرئاسة الأميركية أموس هوكستين في انتزاع موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على العرض اللبناني لوقف إطلاق النار كان متوقعًا، لأن الثقة الدولية بالمنظومة السياسية الحاكمة في لبنان مفقودة نتيجة تراخيها واستسلامها لهيمنة الميليشيا الايرانية المسلحة على القرار اللبناني، وهذا ما أقر به رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بقوله بعيد اطلاق حزب الله حرب الإسناد ومشاغلة العدو في 8 تشرين الأوّل 2023، بأن قرار عدم إشعال جبهة الجنوب ليس عنده”.

وأضاف شمعون “يعول الجميع على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية كمحطة رئيسية لفصل الخيط الأبيض عن الأسود وكشف المسار الذي ستسلكه المنطقة خلال المرحلة المقبلة. لكن ما لم يتنبه اليه المراهنون على نتائج الانتخابات المذكورة، هو ان القرار الدولي بتفكيك البنيتين العسكرية والمالية لحزب الله اتخذ بموافقة طهران. والدليل كلام نتنياهو الذي أعلن فيه ان الجيش الإسرائيلي ماض بضرب قواعد ومنشآت الحزب وباغتيال قياداته وكوادره إلى ان يرمي “حزب الله” سلاحه ويعلن حل تنظيمه المسلح”.

وعن قراءته لكلام المرشح للرئاسة الأميركية الرئيس السابق دونالد ترامب أنه سينهي حرب لبنان حال فوزه في الانتخابات، قال شمعون “نأسف ان يكون قرار الحل والربط في الشأن اللبناني لدى الخارج، في وقت المطلوب من السلطة اللبنانية ان تكون هي وحدها صاحبة الحسم والقرار الفصل بإنهاء هذه الحرب المدمرة، عبر فرض قرارها على حزب الله بالانسحاب فورا من الجنوب وتسليم سلاحه للشرعية، وبالتالي تكليف الجيش اللبناني بسط نفوذ الدولة والضرب بيد من حديد، ليس فقط في جنوب الليطاني بمؤازرة قوات اليونيفيل، بل على كامل الاراضي اللبنانية لفرض الأمن وعودة الاستقرار العام إلى سابق عهده”.

وتابع: “قلنا مرارا وتكرارا ونكرر اليوم: لا عودة إلى ما قبل 8 تشرين الأوّل 2023، وواهم بالتالي من يعتقد لبرهة ان المقاومة تحمي لبنان وشعبه. وما دمار الجنوب وتهجير أهلنا للمرة الثالثة تواليا سوى خير شاهد ودليل. ونقول لأمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم: اختصروا المسافات واوقفوا هذه الحرب اللعينة وعودوا إلى الدولة، وتعالوا إلى كلمة سواء تنقذ ما تبقى من مقومات الدولة، فعقارب الساعة لا ولن تعود إلى الوراء، ولبنان لن يكون يوما لا حديقة خلفية لايران ولا صندوق بريد لتمرير الرسائل النارية، ولا مسرحا لتنفيذ الضغوط على العرب والغرب. لبنان عربي الهوى والهوية ولن يكون الا في الحضن العربي، لاسيما في الشق الخليجي منه الذي لم يتردد يوما باحتضان لبنان والوقوف إلى جانبه وقفة الشقيق الحقيقي لإخراجه من محنه”.

وردًا على سؤال، أكّد شمعون ألا بديل عن تطبيق القرارات الدولية وفي طليعتها 1701 و1559 و1680. وقال: “لا نتائج الانتخابات الأميركية ستأتي بالمن والسلوى، ولا الوساطات والمساعي الدولية ستنهي الحرب وتعيد الأمن والأمان إلى الجنوب والنازحين إلى قراهم وبيوتهم. وبالتالي فإن كرة الانقاذ في ملعب رئيس مجلس النواب نبيه بري المدعو اليوم قبل الغد إلى فك القيود عن الاستحقاق الرئاسي، عبر دعوة النواب إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية بدورات متتالية وفقا للنصوص والآليات الدستورية والأسس الديمقراطية، لان التوافق سيأتي برئيس تصريف اعمال ليس الا. وحده رئيس الجمهورية المنتخب ديمقراطيا قادر على اجتراح الحلول عبر تواصله ولقاءاته مع القيادات الدولية لتطبيق القرارات المذكورة، واستعادة ثقة العالم بلبنان والانطلاق ببناء الدولة على قاعدة لا سلاح خارج إمرة الجيش والشرعية، ولا حصرية لقرار الحرب والسلم الا بالسلطة التنفيذية”.

اترك تعليق