“الإثنين الكبير”: نواف سلام رئيساً لحكومة الوفاق والتغيير

في خطوة تحوُّل ذات دلالات كثيرة من شأنها أن تنقل الوضع من حال الى حال، بالاتجاه الايجابي، بما يضع لبنان على طريق التعافي، واعادة وضع البلد على السكة العربية والاقليمية والدولية، كما كان دوماً عضواً فاعلاً ونشطاً في الأندية العالمية.

تلاقت عوامل عدة، وجاءت استكمالاً لخطوة انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً، وأتى القاضي نواف سلام من رئاسة محكمة العدل الدولية الى رئاسة الحكومة في لبنان، وهو كان ضمن صيغة إنهاء الشغور الرئاسي في ايامه الاولى: «فرنجية – سلام»، التي لم يكتب لها النجاح حينها.

ويمكن اعتبار الاثنين الكبير تحولاً في مجرى السياسة في لبنان من اجل التغيير نحو الافضل، والسعي الى الوفاق واستعادة سيادة القانون.

لم ينفصل مشهد الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري عن الواقع السياسي الجديد والذي تطلب من غالبية الكتل النيابية التماهي معه، وكان شريط الإستشارات لاسيما في فترة بعد الظهر ترجمة لذلك، وفي الوقت نفسه أخرجت هذه الاستشارات مفاجآت في ترجيح كفة السفير نواف سلام في تكليفه رئاسة الحكومة سريعا مع العلم أن كتل المعارضة كان سبق لها أن أكدت تسميتها لسلام. وهذه الإستشارات التي أجراها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون تظهَّرت فيها إشكالية الميثاقية بعد تمنع كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة عن تسمية أحد لرئاسة الحكومة، الأمر الذي قلب الأمور حتى وإن اعتبر البعض أنه كان متوقعا، وافسح هذا التمنع من المكون الشيعي، في المجال أمام طرح أسئلة بشأن التأليف وتسهيله والمعوقات والمشاركة. اولى إشارات الاعتراض على ما سُرِّب حول مشهد صب الأصوات لمصلحة سلام كانت طلب كتلة الوفاء للمقاومة تأجيل الموعد الذي كان محددا عند الثالثة إلا الدقيقة العاشرة، سرعان ما عولج لاسيما أن ما من موعد آخر للإستشارات. ووجَّه النائب محمد رعد رسالة من القصر الجمهوري بقوله : كنا نأمل أن نلاقي اليد التي لطالما تتغنى أنها ممدودة واليوم تقطع. اما بعض المفاجآت التي سجلت فترجم في حسم خيارات كتل نيابية لاسيما تكتل لبنان القوي وفي تأكيده رسالة دعم العهد وكأنه يقلب صفحة جديدة معه وقد برزت تسميته لسلام في هذا السياق.

وفي المحصلة، حصدت تسمية السفير سلام على ٨٤ صوتا نيابيا كما عكست خيارات النواب بغض النظر عن رقم عدم التسمية، اما الرئيس نجيب ميقاتي فحصل على تسعة أصوات.

وبعيدا عن تلميح بعض الكتل النيابية حول المرحلة الجديدة وكلام النائب جورج عدوان بشأن ضرورة الاعتياد على الوطن الجديد وعدم التأخير غامزا من قناة المكون الشيعي قائلا أن القطار ماشي. ما خرجت بها نتيجة الاستشارات تنتظر ترقبا في الأيام المقبلة وتعاطي الرئيس المكلف معها الذي يلتقي اليوم رئيس الجمهورية بعد عودته من الخارج ويدلي بتصريح يتاح من خلاله الإجابة عن عدة استفسارات ورسم ملامح التعاون مع رئيس الجمهورية.

في هذه الإستشارات أيضا، تكررت الإشادة بخطاب القسم وبضرورة تضمينه في البيان الوزاري، وبقي عدم تسمية الياس بو صعب مدار نقاش حتى أدرج في إطار الإمتناع.

وبحسب المعطيات فإن رئيس الجمهورية نجح في إنجاز التكليف السريع ويأمل في تأليف سلس مكررا القول اننا أمام فرصة.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن التكليف الذي حصل عليه السفير نواف سلام لتشكيل الحكومة هو تكليف دستوري جاء نتيجة خيارات النواب وتوجهاتهم.

ورأت المصادر أن أي حديث عن انقلاب على اتفاق ما ليس صحيحا لأن ما من اتفاق مسبق إنما مجموعة عوامل صبت في سياق دعم ترشيح السفير نواف سلام بما يتلاءم والمرحلة الجديدة، مشيرة إلى أن الاختبار المقبل هو في تأليف الحكومة بعجلة ولذلك يتمنى الرئيس عون ان يكون سلسا والانطلاق بالفرصة المطلوبة.

ولفتت إلى ان التأليف وفق الدستور أمر مناط برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، اما شكل الحكومة فمتروك لمشاورات سلام ولا نية له إلا في أن تكون حكومة تعكس رغبة بناء الدولة وليس هناك من «شغل» في السياسة بل في البناء وليس هناك نية لكسر فريق أو غير ذلك.

وظهر اليوم، يعقد اجتماع في بعبدا، يضم الرؤساء عون وبري والرئيس المكلف سلام، للتداول في اطلاق المشاورات النيابية في المجلس النيابي، بدءاً من يوم غد الاربعاء.

وتوقع مصدر نيابي حصول معالجة لمشكلة صدمة إبعاد ميقاتي.

ونقل عن الرئيس بري قوله ليس هذا ما اتفقنا عليه، ونرفض التسليم بالامر الواقع.

وإن كتلتي «التنمية والتحرير» و«الوفاء للمقاومة» في صدمة كبيرة، من جراء عدم تمكنهما من الابقاء على الرئيس ميقاتي.

ونقلت عن بري انه كان مستاءً جداً في اجتماعه مع الرئيس عون.

وفي دردشة مع الصحافيين اعتبر عون ان «التكليف هو قرار النواب، وانه يحترم هذا القرار، والخطوة التالية التأليف، وإن شاء الله سيكون سلساً وفي اسرع وقت، لاننا نملك فرصاً كبيرة جداً من خلال مساعدة الخارج لنا، وانهيت للتو محادثات مع رئيس الوزراء الايطالي، ويجب ان تشكل الحكومة».

واجرى الرئيس ميقاتي اتصالاً بالرئيس سلام، تمنى له التوفيق في مهمته الجديدة.

واعرب النائب جبران باسيل عن اتجاه تياره للمشاركة بتأليف الحكومة.. معتبراً انها «تختلف مع خيارات سياسية للثنائي الشيعي»، لكن لا نية لتهميش الشيعة ولا غالب ولا مغلوب.

وتمنى رئيس حزب القوات اللبنانية مشاركة حزب الله وحركة امل في الحكومة الجديدة.

اترك تعليق