هل يتمرّد سلام على الاحزاب؟

فرملت القوى السياسية الاندفاعة الكبيرة للرئيس المكلف نواف سلام بتشكيل الحكومة، وبدأ الرجل إعادة ترتيب أولويات التشكيل التي على ما يبدو تنتظر قوة دفع خارجية وتحديدا سعودية لاتمام المهمة.
ad

سلام الذي يلتقي بالرئيسين جوزاف عون ونبيه بري بعيدا من الاعلام بشكل دوري لا زال يعاني من أزمة ثقة مع القوى التي سمَّته وتحديدا القوات اللبنانية التي تنتظر من الرجل المزيد من التعاون، اذ تشكو من الدائرة المحيطة به التي تتصرف وكأنها “أم الصبي” في مسألة التشكيل من دون أن تأخذ بعين الاعتبار القوة التمثيلية للاحزاب. ويبدو أن الطرفين الاساسيين أي السنة والمسيحيين هما الاكثر تضررا من التركيبة السلامية. وتشير مصادر مواكبة الى أن سلام يخرج بتصريح عبر الاعلام يناقض فيه نقاشاته مع الاحزاب والقوى السياسية اذ تبدي مصادر نيابية سنية استياءها من المسار الذي يسلكه الرئيس المكلف حيث يُصر الرجل على انتقاء بعض الاسماء التي تميل دفتها نحو التكنوقراط ويرفض رفضا قاطعا أي اسم يطرحه الطرف السني عليه. وقد شكا نواب عكار من هذا الامر وبعضهم قال إن التفاوض مع الرئيس عون أفضل بكثير من الحديث مع سلام الذي يناور في بعض الاحيان ولا يعطي الجواب الدقيق عند الطلب منه تحديد مواصفات ومعايير الاشخاص الذي يرغب بضمهم الى فريقه الوزاري ليقدم النواب السنة اسم الشخصية التي يريدونها.

وأمام هذا الواقع تؤكد المصادر المطلعة أن امام سلام ثلاثة خيارات، فإما الذهاب نحو تشكيلة حكومية وفق قناعاته ويكون وزراؤها من الذي انتقاهم عبر سيرهم الذاتية، أو العودة الى الاحزاب والاستماع الى مطالبها واختيار

أسماء الوزراء من لائحتها أو الخيار الثالث وهو العزوف عن التكليف واعطاء الفرصة لمرشح آخر قادر على التفاهم مع القوى الحزبية.

في الخيارات الثلاثة يبدو سلام أقرب الى الاول وهو يعمل وفق خطة مرسومة من قبل الدول الراعية للملف اللبناني، حيث تشير المعلومات الى أن الامور لن تنضج ما لم يكن هناك ضوء أخضر سعودي للتشكيلة السلامية وخلفه من واشنطن، وهذا الامر حتى الآن غير متوفر الى حين وصول اشارات سعودية واضحة الى سلام بضرورة المضي قدما بتشكيلته الحكومية. ولكن ثمة من يؤكد ان واشنطن تريد ضمانات من الحكومة السلامية خصوصا بكل ما يتعلق بكيفية اعادة اعمار الجنوب والاهم ما سيتضمنه بيانها الوزاري حيث ستشطب معادلة جيش شعب مقاومة لتحل مكانها حصرية السلاح بيد الدولة.
ad

حتى الآن لا موعد لسلام في قصر بعبدا لاستدعاء الاعلام تمهيدا لاعلان التشكيلة، والامور مرتبطة بكيفية تعامل الرجل مع الضغوط الدولية وتحديدا الاميركية للذهاب نحو تشكيلة حكومية تأخذ بعين الاعتبار التغيرات القادمة نحو المنطقة والتي ستحددها نتائج لقاء الرئيس الاميركي دونالد ترامب برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

اترك تعليق