وهج “العصا” الأميركية ضدّ الحوثيين… يلفح لبنان

لم تكن إيران وحدها أمس، التي تَرصد أبعادَ بدءِ الولايات المتحدة حملةً جويةً ضدّ الحوثيين تراوح أهدافُها بين «بتْر» ذراعٍ جديدة لـ «محور الممانعة» وبين تجريد هذه المجموعة من «أنيابها» التي تتيح لها «أَسْر» حركة الملاحة الدولية و«أحد أهمّ الممرات المائية في العالم»

… فحتى لبنان بدا معنياً بمعاني أول «تفعيلٍ» من الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض لخيارِ القوّةِ لتحقيق أهداف وَعَد بها وتَوَعَّد مَن يقفون في طريق بلوغها خصوصاً في ملفي «غزة وأخواتها» وإيران، النووية والبالستية والأخطبوطية، واللذين يتقاطعان عند كون مآلاتهما «موصولة» بأمن اسرائيل الاستراتيجي وبالمتغيرات الجيو – سياسية التي ما زالت في طور التدحرج في المنطقة.

ففي الوقت الذي لم يتطلّب الأمرُ عناءً للتعاطي مع الضربةِ للحوثيين، التي اعتُبرت استباقيةً (بعد تهديدهم باستنئاف هجماتهم البحرية ضد السفن الاسرائيلية) كما ذات «مفعولٍ رجعي» يرتبط باستهدافاتهم السابقة، على أنها تصويبٌ بالنار عليهم يُراد أن يصيب إيران التي كانت منهمكة

بـ «تقييم عميق» للطرح الذي عَرَضَه عليها ترامب ويخيّرها واقعياً بين مفاوضات حول النووي والنفوذ والصواريخ البالستية وبين عمل عسكري محتمل ضدّها، فإن لجوءَ واشنطن إلى «أيام قتالية» وربما أسابيع ضد الحوثيين وضغطها على زرّ «انتهى وقتكم» تردّدت أصداؤه المتفجّرة في لبنان الذي ما زال في مدارِ الحرب الاسرائيلية التي انتهتْ موجاتها العاتية باتفاقِ 27 نوفمبر ومندرجاته من دون أن توقف تل ابيب عملياتها الموْضعية شبه اليومية، اغتيالات وغارات على مستودعات أسلحة.

ورأت أوساط واسعة الاطلاع أن ارتداءَ الإدارة الترامبية «المرقّط» – تحت سقف «استراتيجية إنهاء الحروب» ووصولاً إلى هذا الهدف ولو «على الساخن» أحياناً -يعكس إصراراً على تحقيق الأجندة التي وَضَعها الرئيس الأميركي للمنطقة وتشمل «بلاد الأرز» من خلال التداعيات المستمرّة للحرب الأخيرة وخريطة الطريق لطيّها «لمرة واحدة ونهائية» على قاعدة تطبيق القرار 1701 وحصْر السلاح بيد الدولة أي وضع حدّ لوضعية «حزب الله» خارج الدولة، وصولاً إلى اقتراح واشنطن قبل أيام تشكيل 3 مجموعات عمل ديبلوماسية مشتركة (تضم لبنان واسرائيل والولايات المتحدة وربما فرنسا أو الأمم المتحدة) لبتّ المسائل العالقة في ما خص الأسرى اللبنانيين، والتلال الخمس التي بقيت تحت الاحتلال الاسرائيلي، والنقاط البرية المتنازَع عليها منذ ما قبل الحرب على الخط الأزرق، وهو المسار الذي اشتُّمت منه محاولةٌ لتعبيد ممرّ نحو تطبيعٍ في شكل أو آخَر.

وفي حين كان «جهنّم الأميركي» بوجه الحوثيين يَحمل في جانبه الجوّي «بصماتِ» الإعصار الجوي الاسرائيلي الذي هبّ على لبنان و«حزب الله» في بدايات الحرب الموسعة (سبتمبر)، فإن تل ابيب بدأت تكثّف ما يشي بأنه «حملة أمنية» بالغارات ضدّ كوادر من «حزب الله» تمضي في اغتيالهم، وصولاً لاستهدافها أمس اثنين منهم في الجنوب (في ياطر وميس الجبل) وذلك بعد اغتيال ثالثٍ (السبت) في برج الملوك.

اترك تعليق