غسل القلوب لساعة واحدة في حالات !؟( عيسى بو عيسى )

مشهد لا يمكن أن يعبر عن دهشة بمقدار طرح سلسلة من علامات الاستفهام حول عملية ” غسل ” حقيقية في يوم الغسل المقدس في بلدة حالات.. في الشكل يمكن مقارنة هذه الصورة وأصحابها بصورة التلامذة للسيد المسيح ، أما المضمون بأدنى معاييره للاسف غير متواجد ، ولا أحد يدّعي من الاشخاص أنفسهم أنه يسير حتى ميل واحد على درب أتباع السيد بالشكل الرسولي !! بضع خطوات لكاهن رعية حالات الاب فادي خوري ومعاونيه الاجلاء وضعت هؤلاء ” الحملان” في قبضته إنما الى حين يغيب الغسق وتتلاشى الشمس !! واقع الامر بعد إنتهاء مراسم القداس ينبيء بمشهد مغاير !؟

ما هو القصد مما تقدم ؟

بكل بساطة جمع هذا الكاهن مرشحي البلدية الاساسيين وهم في طبيعة الحال أولاد العم ومن اّل باسيل : جاد رامز باسيل ونزار عيد باسيل ، تراهم في الثوب الابيض بالكاد تتعرف على ملامحهم الجدية حتى يذهب الظن الى تلمس الحاضرين البركة منهما ومن الى جانبهما ، ثوب أبيض نظيف وجلس كل من نزار وجاد جنبا الى جنب بالرغم من حدة وشراسة المعركة البلدية التي يخوضها كل واحد منهما في وجه الاّخر … خارج الكنيسة ، وفيما الراعي جمع خرافه الصغار يبدو أنه لم يستطع جمع كبار القوم على الدرب الاساسي والرئيسي حيث ” الإشكال” العائلي من المحتمل أن يكمن هناك وهذا الامر معروف للعامة والخاصة من الناس ولا نذيع سرا” ، هذه العائلة التي إن إتحدت لا يمكن أن يهزمها أي فريق اّخر في البلدة المترامية الاطراف وهي الأغنى على ساحل جبيل .

الانطلاقة من هنا بالذات خصوصا في حضرة الكنيسة التي سيمر الجميع فيها عاجلا أو اّجلا وهي بلدة يمتاز أهله دون أدنى شك بانهم شجعان الى حد بعيد خصوصا لحظة وقوع أي إشكال لأحد أبنائهم تراهم متحدين ويدا” واحدة … في الملمات تبدو الصورة واضحة في عملية الجمع ، وحين يصفو الجو ترتد الامور سلبا” وعلى وجه الخصوص في أية عملية إنتخابية والتي يبدأ مسارها من جديد لحظة الانتهاء من فرز الاصوات لتبدأ الاصطفافات بصورة مغايرة .

لا يمكن الدخول ومن غير المستحب سرد “عملية” غسل أرجل الرجلين مع بسمة خفيفة لكل منهما ، والى جانبهما مرشح اّخر عزف عن الامر وهو الدكتور داني مرعي ، الثلاثة في صورة واحدة بالثوب الابيض كزوجي حمام يأبى أن يكون زاجلا” ، لا احد يعي تماما ما كان يفكر كل واحد منهما على المذبح … أللهم إذا لا سمح الله كان يراقبان من معه ومن ضده إذا أسيء الظن ؟ هل بدأ جاد ونزار بتعداد أصواتهما داخل الكنيسة هذا ما يقوله بعض الشريرين … لكن ما أحلى واجمل وأروع من بياض تلك الساعة التي إنتهت خدمتها خلال ساعة أيضا” ! خارج الكنيسة لكن يبدو أنها لم تستمر سوى لستون دقيقة بحيث عاد كل من جاد ونزار الى “متاريسهما” مع جولات داخل البلدة للحشد من جديد … في الطبيعة المسيحية وأسرارها المقدسة من المفترض أن “يعترف” كل منهما للكاهن قبل المناولة وأمام الله ، نستطيع نحن البشر ان نلهو سويا” فيما ما هو عند الله وجسده المقدس لا يمكن على الاطلاق ولا بأي صورة أن يتغير ولو حرفا” واحدا” .

وبحسن الظن لدى القلوب الطيبة عند أهالي حالات أن ينعم الروح القدس ويعطي بركته للشابين القريبين مع الاّمال بأن يكون الثوب الابيض الذي لبسه كل واحد منهما أن يترك بصمة بيضاء في القلوب …. ولا شيء يستأهل كل هذا الزخم والحشد كي يورث الصغار هذا المشهد مهما كانت الاسباب ليتناغم القداس مع الاغنية العظيمة … دا حلمنا طول عمرنا ..!؟

اترك تعليق