لا مساعدات للبنان.. إلا إذا!

في خضم التطوّرات الإقليمية والدولية المتلاحقة، توجهت أنظار العالم إلى روما هذه المرّة، حيثُ عُقدت الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بشأن برنامج طهران النووي، والتي جرت في “أجواء بنّاءة”، بحسب وسائل إعلام إيرانية، فيما اعتبر السفير الايراني لدى لبنان مجتبى أماني في تغريدة على صفحته على موقع “أكس” أن مشروع نزع سلاح “حزب الله” في المنطقة “مؤامرة واضحة”، الأمر الذي قد يشكل سبباً لوزارة الخارجية اللبنانية لاستدعائه.

في الشكل، فقد جرت المفاوضات الأميركية الايرانية، التي استمرت أربع ساعات، على نحو سابقتها، في غرفتين منفصلتين، بينما تولى الوزير العماني نقل الرسائل بينهما، فيما من المقرّر أن تنعقد جولة جديدة من المحادثات في 26 نيسان المُقبل في عمان، بحسب ما أفاد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مشيراً إلى أن “المناقشات الفنية على مستوى الخبراء ستبدأ الأربعاء”.

أولوية إيران

في السياق، لفتَ العميد المتقاعد أندريه بو معشر إلى أنَّ “الأولوية لدى إيران تكمُن في الحفاظ على نظامها، أكثر من الإبقاء على برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية، اللذين ينطويان تحت إطار العقيدة والنظام، أما اليوم فالنظام مهدد بسبب العقوبات، في ظلّ تصميم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الذهاب إلى النهاية في هذا الشأن، وبالتالي ما من مكتسبات ستحصل عليها إيران، بل إنها تسعى إلى الحفاظ على مكانتها في ظلّ التغيّرات التي تشهدها المنطقة”.

بو معشر رأى في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أنَّ باستطاعة الإيراني اللعب على المدى الطويل، واستثماره بهدف تحسين الشروط، بينما أنَّ ترامب مقيّد بسنواتٍ أربع يريد خلالها تحقيق الإنجازات لتعزيز صورته”، مشيراً إلى أنَّ “الإشكالية تقع بين إسرائيل وإيران، في سياق الخطر من امتلاك إيران للسلاح، خصوصاً إذا توفّرت مؤشرات تفيد بأنها قد اقتربت من امتلاك سلاح نووي، حينها نكون أمام مواجهة شاملة، إذ أن إسرائيل لن تسمح بذلك بمعزل عن الموافقة الأميركية، بغض النظر عن أنَّها لن تشنّ أيّ ضربة على إيران دون غطاء أميركي، وهو ما تعتبره مسألة وجودية مع تهديدها المستمر منذ سنوات عدّة.

لا مساعدات للبنان إلّا إذا!

توازياً، شدّد بو معشر على أنَّ المساعدات الدولية للبنان لن تُقدّم إلّا بعد أن تحسم الدولة قرارها لجهة بسط السيادة والمباشرة بتنفيذ الإصلاحات، إلّا أنَّ استمرار الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس، يشكّل عائقاً أمام بسط السيادة وتمكين المؤسسة العسكرية في ظلّ غياب الدعم المادي الدولي، مؤكداً أنَّ مسألة حصر السلاح قد حُسمت تحت جناح البيان الوزاري وخطاب القسم، فيما يبقى السؤال حول التوقيت، والمكان وأطر التنفيذ، اللذين من المفترض أن يشكلوا أحد جوانب الاستراتيجية الدفاعية.

وإذ رأى بو معشر أنَّ الملف اللّبناني مرتبط بشكل مباشر بالمفاوصات الأميركية- الإيرانية، لفتَ إلى أنَّ أيّ نتيجة إيجابية ستعكس إنفراجاً لناحية تسهيل عملية تسليم السلاح، أما تعثّر المفاوضات فهو لن يصبّ في مصلحة أحد، سواء لبنان أو الحزب أو إيران في ظل الضغط الدولي لتنفيذ الإصلاحات من أجل الحصول على التمويل.

قيامة جديدة للبنان ولكن!

اترك تعليق